لو دار الحجر في الصين..."
البحرين/ قيس معمر -
يطلق اليمنيون على دار الحجر "قصر العجائب" حيث تبدأ أعاجيب القصر من بوابته الخارجية بشجرة معمرة يقدر عمرها بـ 700 عاماً تنتصب على يمين بوابة القصر الرئيسية مرحبة بالزائرين. وبعد ان يتجاوز الزائر هذه البوابة تستقبله باحة واسعة بها عدة ملحقات تابعة للقصر أبرزها جناح استقبال خارجي يدعى "الشذروان"، وهي عبارة عن مبنى منفصل قبالة القصر من الجهة الغربية يتكون من مجلس صيفي للمقيل له ساحة خاصة بها نافورة جميلة. وتسيج الساحة نوافذ خشبية واسعة تطل على الوادي يمكن إغلاقها وحجب الرؤية من الوادي لساحة المجلس الذي يتمتع الجالس فيه بمنظر بديع للوادي والقصر.
لكن عدم الاهتمام بهذا المعلم التاريخي البديع يبدو جليا من أول وهلة حيث أن الطريق المؤدية إلى دار حجر وعرة وغير مرصوفة والمطبات تملأ الطريق، ووزارة السياحة صرفت العام الماضي ما يقارب 209 مليون ريال يمني للترويج السياحي فقط، وما استطاعت أن ترصف الطريق مسافة 2 كيلو متر مربع، لكن عندما تتعرف على أهل المنطقة أو أحد المرشدين السياحيين المتواجدين في دار الحجر يتبين لك الحقائق:
الحقيقة الأولى أن المجلس المحلي منقسم إلى قسم عضو المجلس المحلي ينتمي إلى حزب الإصلاح ورئيس المجلس المحلي ينتمي إلى حزب المؤتمر الشعبي العام، فالصراع السياسي في هذا القرية الجميلة أدى إلى إهمالها وعدم الاهتمام بها.
أما الكارثة الثانية، وهذا من مصدر من داخل القصر، ان دار الحجر مؤجر لأحد المسئولين في الدولة والمقرب من الحزب الحاكم، ولا للحكومة أي تصرف عليه سوى استلام الإيجار السنوي الزهيد.
فكيف لو كان هذا المعلم الذي بني على صخرة موجود في دولة الصين العظمى ماذا كانت ستعمل؟
أما الأوائل الذين بنوا هذا المعلم ما قصروا.. ويلاحظ الزائر حكمة استغلال كل شبر في القصر كخزائن أو ثلاجات طبيعية للمياه في الأواني الفخارية، كما تلفت الأنظار الفتحات الصغيرة في أركان الدرج وفي مواضع مختارة تسمح الفتحات بمرور فتحات البنادق والضوء والهواء فقط.
ويسيطر على بناء القصر الهاجس الأمني حيث ان له جانبين أمنيين الأول يبدأ من الجبال المحيطة به حيث توجد سبعة أماكن إستراتيجية للحراسة بنيت بأشكال مخروطية، وتتوزع على الجبال المحيطة بالقصر، والاحتياطات الأمنية الداخلية بالقصر من أبواب غليظة وفتحات للقنص والدفاع، ويتبين لنا روعة وعظمة التصميم ولمشاهدة صور لهذا القصر العظيم.
والحكومة الرشيدة أيضا ما قصرت في إهمال دار الحجر..! فأتمنى أن تأتي الحكومة الصينية وتنقذ هذا المعلم التاريخي العظيم مثل ما أنقذت الحكومة الألمانية صنعاء القديمة.. والحكومة الألمانية أنقذت تريم وناطحات سحابها بعد أن أصبحت خراباً.. والحكومة الهولندية أنقذت وأصلحت السايلة؛ وكم عانت من المسئولين المتطفلين الذين كانوا يمرون لحق ابن هادي ..!