الكذب على رسول الله أيضاً من الذنوب الكبيرة.
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ كذباً عليَّ ليس ككذب على أحد" فإن معناه إن الذنب أشد ما يكون في الكذب على مخلوقاته هو في الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك قال الإمام أبو محمد الجويني: "من كذب على رسول الله كفر" لكن الصواب التفصيل وهو أن نقول من كان كذبه على الرسول يؤدي به إلى تكذيب الدين والشريعة أو إلى تنقيصه فهو كفر كمن يفتري ويقول أن الرسول في المعراج لما كان في الملأ الأعلى تكلم الله معه بصوت أبي بكر ليأنس بذلك فهذا تشبيه لله بخلقه وتكذيب لقوله تعالى {ليس كمثله شىء} وكذلك من يقول أن الله دنا من النبي ليلة المعراج بالحيز والمكان كدنو الحاجب من الحاجب كل هذا كذب على الله وعلى الرسول يؤدي بقائله إلى الخروج من الملة، ثم إنه (أي الكذب على الرسول) حرام سواء افترى بنية تأييد شريعته أو بنية تعظيمه لهؤلاء الذين يضعون أحاديث لتنشيط الناس للجهاد والصدقة ونحو ذلك حتى أنه وضع أكثر من مائة حديث لتنشيط الناس على قراءة القرآن.
فليعلم هؤلاء أنهم ملعونون مستحقون للعذاب الشديد في الآخرة.
فقد قال عليه الصلاة والسلام: "من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" رواه البخاري.
حتى أنه وصل الأمر ببعضهم أنه افترى على الرسول أحاديث بقصد تنشيط الناس لصلاة السنة فأدى به ذلك إلى تكذيب النبي صلى الله عليه وسلم وهو قول بعض الناس أن الذي لا يصلي السنة يلاقي الرسول يوم القيامة وليس على وجهه قطعة لحم.
أي من شدة الخجل والعياذ بالله هذا ضد الشريعة لأن هذا معناه أنه يعذب والرسول قال للرجل الذي سأله عما افترض الله عليه في شرعه وقال له "والذي أكرمك بالنبوة لا أزيد على هذا ولا أنقص" فقد حلف لا يصلي السنّة البتة ولا يصوم سنّة ولا يزكي سنّة بالمرة قال: "دخل الجنة إن صدق" وفي رواية "أفلح الرجل إن صدق" فكيف يقال أنه يلاقي الرسول وليس على وجهه قطعة لحم وكذلك قول بعض الناس أن الرسول قال: "من لم يصل سنتي لم تنله شفاعتي" أو "من لم يصل سنتي فليس من أمتي" كل هذا ضد شرع الله مع انه افترى ووضع بقصد تأييد الشرع وتنشيط الناس للعبادة.
فالحذر الحذر من الوقوع في التحريف والزيغ ولا ترووا كل حديث تسمعونه من الناس فلا بد أن يكون مما تسمعون ما هو صحيح وما هو كذب وقال عليه الصلاة والسلام: "كفى بالمرء إثماً أن يحدث بكل ما سمع" ولا يحملكم هواكم على افتراء أحاديث بقصد تنشيط الناس للطاعة.
فدين الله كامل مكمل خال من النقص لا يحتاج لمن يزيد فيه بنية تأييده وتعظيمه.
نسأل الله أن يوفقنا في الرد على الكاذبين على الله والرسول وعلى حماية شريعته وسبحان الله والحمد لله رب العالمين.