<H1>القراصنة الصوماليون يحشدون قواهم بعد طلبهم فدية
منذ 21 ساعة/ساعات
مقديشو (ا ف ب) - بدأ القراصنة الصوماليون الجمعة في تعزيز دفاعاتهم المحيطة بناقلة النفط السعودية العملاقة التي خطفوها بعد ان طالبوا بفدية مقدارها 25 مليون دولار للافراج عنها.
وقال السكان انه فيما قامت قوات البحرية التابعة لدول اجنبية بارسال سفن حربية الى المياه الصومالية الخطيرة وسعت شركات الشحن الى سلك طرق بديلة لتجنب القراصنة وتم احضار اعداد متزايدة من رجال المليشيات الى مرفأ هرارديري الذي يعد مقرا للقراصنة.
وصرح محمد اوالي احد السكان المحليين لوكالة فرانس برس ان "بعض القراصنة يتواجدون داخل المدينة واخرون يتحصنون في قرية مجاورة ويمكن استدعاؤهم اذا لزم الامر.
واضاف ان المقاتلين جاءوا من منطقتي غولغودود ومودوغ المجاورتين.
ووصل رجال من المليشيات المحلية ومقاتلي "حركة الشباب" المتشددة الى هرارديري فيما قال عدد من السكان ان هذا تحرك يهدف الى حصولهم على حصة من الفدية في حال تم دفعها.
وذكر مسؤول اسلامي في هرارديري في مكالمة هاتفية مع وكالة فرانس برس انه "توجد عربتان مسلحتان تعودان لحركة الشباب. وقد وصلوا الى مدينة هرارديري الا انهم لا ينوون مهاجمة السفينة من هنا".
وقال احمد عبد الله احد وجهاء المنطقة "يوجد العديد من رجال المليشيات الذين وصلوا الى المدينة ويريدون ان يحصلوا على حصة من الفدية اذا تم دفعها للقراصنة. واضاف "انهم يعتقدون ان هذه السفينة ضخمة جدا وان مالكها سيدفع الكثير من المال".
واستولى القراصنة على ناقلة النفط السعودية سيريوس ستار المحملة بمليوني برميل من النفط الخام في 15 تشرين الثاني/نوفمبر في عملية غير مسبوقة على بعد اكثر من 800 كلم من مدينة مومباسا الكينية.
وامهل القراصنة الخميس مالكي الناقلة عشرة ايام لدفع فدية قيمتها 25 مليون دولار.
وهدد احد القراصنة عرف عن نفسه بانه محمد سعيد بعواقب "كارثية" اذا لم يتم دفع الفدية مقابل الافراج عن السفينة المملوكة لشركة فيلا انترناشونال ذراع الشحن لشركة ارامكو السعودية النفطية العملاقة.
وقال سعيد ان امام السعوديين عشرة ايام لدفع الفدية "والا فاننا سنتخذ اجراءات يمكن ان تكون كارثية".
ولم يحدد سعيد العمل الذي سيقوم به. وتبلغ حمولة الناقلة البالغ طولها 330 مترا مليوني برميل من النفط الخام.
وحذرت جماعات بيئية من وقوع كارثة كبرى اذا ما تم تسريب النفط من تلك الناقلة.
وذكر عدد من الخبراء لوكالة فرانس برس ان الخاطفين قاموا بتفخيخ سفينة "ام في فينا" الاوكرانية التي سيطر عليها القراصنة في ايلول/سبتمبر وكانت تحمل دبابات وغيرها من العتاد العسكري.
واصبح القراصنة يشكلون تهديدا متزايدا للتجارة العالمية بعد ان شنوا نحو 100 هجوم على سفن في خليج عدن والمحيط الهندي هذا العام.
وقام القراصنة الذين لا يرتبطون مع اية منظمات كبيرة ويستخدمون وسائل متواضعة نسبيا بخطف سفن من مختلف الاحجام في منطقة تشهد اتساعا.
وذكر تقرير عسكري حصلت فرانس برس على نسخة منه ان القراصنة تمكنوا من السيطرة على الناقلة السعودية خلال 16 دقيقة السبت وكانوا على متن قاربين سريعين ومسلحين ببنادق كلاشنيكوف وقاذفات للصواريخ.
وقالت الولايات المتحدة انها ستسعى للحصول على دعم الامم المتحدة للتوصل الى قرار يشدد الاجراءات الدولية ضد القراصنة الصوماليين.
من ناحيته اعرب وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الجمعة عن رفضه للتفاوض مع القراصنة ووصف القرصنة البحرية بانها "شر ينبغي القضاء عليه تماما مثل الارهاب".
وقال الامير سعود الفيصل اثر لقاء مع نظيره النروجي يوناس غار ستوير "هذا شر ينبغي القضاء عليه تماما مثل الارهاب".
واضاف خلال مؤتمر صحافي "ان المفاوضات ودفع الفديات من شأنها تشجيع القرصنة ولا تحل المشكلة".
وفي نيروبي قال الرئيس الصومالي عبدالله يوسف احمد "يجب ان نفعل كل ما يمكن للقضاء على القرصنة".
واعلنت البحرية الهندية الاربعاء انها دمرت سفينة كان القراصنة الصوماليون يطلقون منها زوارق للاقتراب من السفن التي تبحر قبالة السواحل الصومالية مما يعني توجيه ضربة شديدة الى قراصنة البحار الذين اختطفوا رغم ذلك ثلاث سفن جديدة.
واوضحت البحرية الهندية ان فرقاطة هندية دمرت مساء الثلاثاء واحدة من "السفن الكبيرة" للقراصنة وهي المعروفة ب"السفن الام". وقد وقع الاشتباك عندما تعرضت الفرقاطة "اي ان اس تابار" التي تجوب المياه في خليج عدن في اطار جهود مكافحة القرصنة لاطلاق النار من جانب سفينة القراصنة مما دفعها الى الرد عليها.
واعتبر خبير وموظف سابق في اجهزة الاستخبارات الروسية (كي جي بي) الجمعة ان الاجهزة الروسية الخاصة تملك الوسائل لمكافحة القرصنة البحرية على السواحل الصومالية شرط توافر ارادة سياسية لذلك.
وقال فيليكس ماكيفسكي المسؤول السابق عن قسم اجهزة الاستخبارات الروسية السابقة (كي جي بي) "اذا ما توافرت ارادة سياسية لبلوغ هذا الهدف فان بالامكان انجازه".
وقررت شركات شحن عالمية الابتعاد عن المياه الصومالية وتحويل سفنها الى راس الرجاء الصالح رغم ارتفاع تكلفة ذلك والتاخير الذي ينجم عنه.
وامرت شركة اي بي مولر-مايرسك الدنماركية بعض سفنها باتخاذ المسار الجديد. </H1>